Friday, January 18, 2008

الامام الحسين عليه السلام ........ضمير الاديان

أحيا المسلمون في كافة بقاع الأرض ليالي عاشوراء و التي تكون أول عشرة أيام من شهر محرم, فقد استمر المسلمون على مدى ألف و أربعمائة سنة على إحياء تلك الليالي غير ناسين و مخلدين ذكرى مقتل أبي الأحرار الإمام الحسين ابن علي عليهما السلام الذي خصه رسول الله صلى الله علية واله و سلم بالمحبة في حديث ( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا ) وهناك الكثير من أحاديثة الشريفة التي تؤكد مكانة الحسين ومنها ( الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة) وجميعنا نعلم بان رسولنا الكريم (ص)( لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) ففي الأمس كان يوم العاشر من محرم و هو يوم لم ينساه التاريخ منذ ألف و أربعمائة سنة وهو اليوم الذي انتصر فية الدم على السيف و خلد ذكر إنسان حر لم يرضى بالمهانة والطغيان و صار مثالا للأحرار و المحررون في العالم فالحسين ليس مثالا أعلى للشيعة فقط بل هو ليس للمسلمين بشكل عام فقط بل هو لشعوب العالم اجمع وهو الذي سار على نهج جدة الرسول الكريم (ص) في منهجية اللا عنف في سبيل تحقيق الأهداف و المبادئ الإسلامية السامية و الحريات و المتابع لسيرة الإمام الحسين بان استشهاده كان لأسمى المعاني ولتحقيق العدالة الاجتماعية و الدفاع عن حقوق الإنسان , وقد عرف الحسين الكثير من المستشرقين من جنسيات ومشارب فكرية مختلفة و منهم على سبيل المثال لا الحصرالمستشرق الألماني كارل بروكلمان قال ( لقد قدم الحسين بن علي ابلغ شهادة في تاريخ الإنسانية وارتفع بمأساتة إلى مستوى البطولة الفذة) .
وأيضا قال شيخ المناضلين والمحررون والأحرار وهو ابرز شخصيات القرن العشرين الماهتاما غاندي وهو من الرمز العالمي للنضال والكفاح من اجل الحرية الذي قاد تحرير الهند من غير عنف ووحد المسلمين و الهندوس من اجل حرية الهند و استطاع انتزاع استقلال الهند والتي كانت تسمى بـ درة التاج البريطاني و جوهرة الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس , في كتابه ( قصة تجاربي مع الحقيقة ) قال بأني هندوسي بالولادة .. ومع ذلك فلا اعرف كثيرا ً عن الهندوسية .. وأنني يعتزم أن أقوم بدراسة دقيقة لديانتي نفسها وبدراسة سائر الأديان علي قدر طاقتي . فقد عرف غاندي الإسلام بشخصية الأمام الحسين وخاطب الشعب الهندي بالقول المأثور( علي الهند إذا أرادت أن تنتصرأن تقتدي بالإمام الحسين ) وهكذا تأثر محرر الهند بشخصية الأمام الحسين تأثرا ً حقيقيا ً وقال غاندي في موقع آخر مقولتة شهيرة (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر)
فكانت شخصية الإمام الحسين جاذبة للمفكرين و الكتاب فكان هناك كتاب للسيد أنطوان بارا وهو مفكر و باحث مسيحي و الكتاب باسم ( الحسين في الفكر المسيحي ) وهو مترجم الى سبعة عشر لغة عالمية و يبين في ملاحظة له ( بان المسلمون لم يعرفوا قدر الحسين فالمفترض ان يقوم المسلمون بتوصيل صيحة يوم عاشوراء إلى العالم وهذه الأمانة تستدعي إلى التعمق بأركان وروحية حركتة الثورية وعدم الاكتفاء بالسردية و المظهر الخارجي للواقعة) .
وهذا عين الصواب فان يوم عاشوراء شكل ظهور أول تيار معارضة لنظام دولة اختل فيها ميزان العدالة والحق في ذلك العصر الماضي و فيه دروس و عبر جمة ولعلنا رفعنا نحن الكويتيون شعار الحسين في ايام الغزو( هيهات منا الذلة)
وللحسين مقولة شهيرة تنطبق على واقعنا الحالي أو أزمتنا مع بعض أصحاب الإسلام السياسي , فهو يقول (الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونة ما درت بة معايشهم فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون)
فليتهم أن يتعظوا وهم من يتخذون من دين الله القيم ستارا و جسرا للوصولية والسيطرة وتحقيق المنافع الشخصية والمآرب السياسية .

.

1 comment:

فتى الجبل said...

الله يرحمه ويرحمنا
ويحمي المسلمين من التفرقة